الجيش المصري في العصر الفرعوني





3320 ق .م * 3100 ق. م




مينا :


ان الجيوش في حياة الامم هي سندها ومصدر امنها والسياج الذي يحميها في حربها وسلمها ، ومنذ عصور ما قبل التاريخ والانسان المصري يتخذ كل الوسائل للدفاععن نفسه.

وكانت مصر منذ اكثر من سبعة الاف عام مقسمة الي عدد من المقاطعات التي كانت تدخل مع بعضها في حروب تارة أو في وحدة تارة اخري حتي فرضت المصلحة المشتركة للشعب المصري في ذلك الوقت اتحاد تلك المقاطعات مع بعضها في وحدة واحدة أكبر تشمل ممالك تغطي كل من الدلتا والصعيد ، ولما كان مصدر الحياة في مصر واحد وهو نهر النيل ،والرزق الذي يجنيه الناس من تنظيم مياه النيل رزقا مشتركا كان من الضروري ان تتعاون اجزاء الوطن .




لوحة نارمر





الي ان انتظمت الحياة بجهود ابناء مصر في مجال الزراعة وضبط مياه النيل واتباع التقويم الشمسي الذي قسم السنة الي 12 شهرا والشهر الي 30 يوم .


ولكن سرعان ما دبت النزاعات السياسية والدينية بين هذه الممالك حتي ادت في النهاية الي تكوين مملكتين قويتين مستقلتين ، هما مملكة شمالية في الدلتا ، كانت عاصمتها قرب دسوق الحالية ، وبالقرب منها عاصمة دينية عبدت فيها الالهة واجيت التي مثلت علي هيئة ثعبان الكوبرا وانتسب اليها ملوك الدلتا الذين لبسو تيجانا حمراء ورمزو لمملكتهم بزهرة البردي وممكلة جنوبية في الصعيد كانت عاصمتها بالقرب من قرية الكوم الاحمر شمال ادفو وتقابلها عاصمة دينية عبدت فيها الالهة نخبت التي رمز اليها بطائر الرخمة وانتسب اليها ملوك الصعيد الذين لبسو تيجانا بيضاء قمعية الشكل ورمزو لمملكتهم بزهرة اللوتس .
وفي حوالي 3200 ق .م ظهرت اسرة قوية في مدينة طيبة استطاع احد ملوكها مينا نارمر نعرمر توحيد مصر نهائيا مؤسسا بذلك الاسرة الفرعونية الاولي.


وبدأت بذلك ملامح النظام الاداري تتضح ، وأصبح هناك رأس الدولة ملك تتبعه مجموعة من الاجهزة والادارات ، وأدرك ملوك مصر من الوهلة الاولي ان من بين اسباب تحقيق الاستقرار الداخلي تأمين حدود البلاد ، حيث بدأ يظهر في الافق بعض المتسللين علي حدود مصر الشرقية والغربية والجنوبية ، من هنا بدأت فكرة تكوين قوات حراسة وحاميات صغيرة لتأمين هذه الحدود .


والدارس لشخصية الانسان المصري القديم سوف يدرك لاول وهلة أنه كان يجنح للسلم ولا يميل للحرب ، فهو صاحب حضارة زراعية مستقرة وأرض غنية بكثير من الموارد الطبيعية ، هذا بالاضافة الي ان نهر النيل بوصفه مصدرا ثابتا للمياه ــ قد منحه قدرا كبيرا من الامن والاستقرار .


أن احداث التاريخ المصري القديم تبرز لنا بوضوح ان المصري القديم كان قويا في سلمه وحربه ، بل كان متحضرا في معاملة أسراه وظل لفترة طويلة يبني بلده من الداخل وما كان يلجأ للحرب الا دفاعا عن أرضه وأمنه واستقراره .