رمز السماء


جاء هذا التصوير الفريد لنوت .... "رمز السماء" ....... فى كتاب (The Dawn of Astronomy) للكاتب (Sir Norman Lockyer) , كأحد الأمثلة لرموز علم الفلك عند قدماء المصريين .
و هو تصوير نادر لنوت المزدوجة خرج عن السيمترية المعروفة فى مصر القديمة ليصور ازدواجية الاحتواء .

صور المصرى القديم نوت المزدوجة على سقف مقبرة رمسيس السادس بطريقة السيمترية المصرية المعهودة و التى يتم فيها نقش صورة معكوسة من نفس الشئ .
أما فى هذا النقش فنحن أمام مثال فريد لنوت المزدوجة لا يعكس السيمترية , و لكنه يعكس الاحتواء , أى وجود نسخة من نوت تحتوى نسخة أخرى أصغر بداخلها (two fold illustration) .
و تحت المستويين المتداخلين لنوت نجد جسد الأرض يستلقى متكورا على نفسه , و بعكس كل النقوش المصرية التى صورت الأرض على شكل جسد رجل مستلقى (جب) , نجد الفنان فى هذا االنقش الفريد يصور الأرض على شكل جسد أنثى تكور جسدها على نفسه مثل الكرة (رمز كروية الأرض) , و تفرد ذراعيها بجانبها فى خط مستقيم , رمز لظهور الأرض مسطحة لمن يعيش فوقها .
فما الفرق اذن بين "جب" الرجل و بين جسد الأرض المؤنث الذى أمامنا .
"جب" على شكل رجل , هو رمز سطح الأرض و ما يبرز فوقه من جبال و تلال و هضاب , و الشكل المنتصب للجبال و التلال (و الذى رمز له الفنان المصرى عادة بالعضو الذكرى للرجل) ينتج عنه طاقة كهربائية (مذكرة) تتفاعل مع الطاقة المغناطيسية القادمة من السماء .
أما فى هذا النقش فقد صور الفنان الأرض بشكل أنثى لأنه لا يقصد "سطح الأرض" ذو الجبال و التضاريس الكهربائية الطاقة , و لكنه يقصد الكرة الأرضية كلها بشكلها المستدير , و الدائرة بشكل عام طاقتها مؤنثه
أما جسدى نوت الذى يحتوى أحدهما الآخر , فهما رمز لمسارى الشمس و القمر فى السماء .
فنوت الكبرى / الخارجية .... يحتوى جسدها على قرصين مجنحين للشمس , أحدهما عند الصدر و الآخر عند الرحم , رمز لرحلة الشمس فى السماء ما بين غروب و شروق .
جاء فى كتاب الليل و النهار بمقبرة رمسيس السادس أن نوت تبتلع قرص الشمس عند المغيب ليبحر فوق جسدها فى الليل و تعود لتلده من جديد فجر كل يوم .
أما نوت الصغرى / الداخلية ... فنلاحظ خلو جسدها من قرص الشمس , اذ لا يوجد له أى أثر , مما يرجح أن نوت الصغرى قصد بها أن ترمز لمسار القمر فى السماء .
و مسارى الشمس و القمر هما أهم مسارين فى الفلك يؤثران على الحياه على الأرض .
استطاع الفنان المصرى أن يضع فى صورة واحدة العديد من المعلومات الكونية التى تعكس فهم قدماء المصريين العميق لعلم الفلك ... و ما زالت الصورة حبلى بالرموز .
فأعداد النجوم الموجودة فى الصورة و مواقعها ليست عشوائية , و لكنا معلومات مشفرة


 بانتظار من يفك رموزها .