المعجزات الخارقة المنسوبة للتابوت
بحسب ما ذُكر في المقرا فإن تابوت العهد كان مرتبط بعدد من المعجزات. أولها كان انفلاق مياه نهر الأردن مع دخول شعب إسرائيل إلى أرض كنعان: "ويكون حينما تستقر بطون أقدام الكهنة حاملي تابوت الرب سيد الأرض كلها في مياه الأردن أن مياه الأردن المياه المنحدرة من فوق تنفلق وتقف نداً واحداً". (يشوع 3 13)يتحدث سفر صموئيل أيضا عن عدة أحداث خارقة مرتبطة بالتابوت: سقوط تمثال داجون في أشدود أمام التابوت، الطاعون في جات وعقرون أثناء سبيه لدى الفلسطينيين، الطاعون الذي أصاب رجال بيت شيمش الذين لم يتعاملوا بقدر كافي من الاحترام مع التابوت، ومصرع عوزة بسبب لمسه التابوت أثناء هجرة التابوت إلى اورشليم.وفقاً للحكماء (التلمود البابلي ، مجيلاه 10، 2 وغيره) "مكان التابوت ليس من الطبيعة" بمعنى أنه لا يحتل موضعاً مادياً في قدس الأقداس. وهذا الأمر تعلموه من الوصف المقرائي (ملوك أول فصل 6) الخاص بتماثيل الأسود التي صنعها سليمان، التي كان جناح كل منهما عشرة أذرع، بينما كان اتساع قدس الأقداس بأكمله عشرين ذراعاً، أي أنه لم يبقى مكان للتابوت نفسه. وصحيح أن الجمارا في ببا بترا (99، 1) اعتنت في هذه النظرة، وأتى باحتمالات عدة تدل على أن الأمور يمكن ان تسير بدون معجزة ، لكن الإدعاء نفسه لم يتم استبعاده، على ما يبدو لأن الأمر "تراث بأيدينا جاء من آبائنا" (حسبما قال الرابي ليفي في الجمارا).معجزة أخرى مرتبطة بالتابوت، وفقاً للحكماء، هو كونه "يحمل حامليه" بمعنى أنه على الرغم من كون التابوت ثقيل جداً، بسبب ألواح العهد، فإن التابوت لا يحتاج فقط للحمل، بل هو نفسه حمل حامليه.وتلك الأمور أدت إلى رؤية التابوت من قبل الحاخامات كشيء شبه روحاني، لا يحتل موضع مادي فعلي. وهذا الأمر يندمج مع ظواهر أخرى فريدة المرتبطة بـ"القليل الذي يحتوي الكثير" التي حدثت في الأساس في الهيكل، وفقاً للحكماء، مثل معجزة أن المتواجدين في الهيكل كانوا "يقفون محتشدين ويتعبدون للربح"، وظواهر أخرى من هذا القبيل.
تكوين التابوت
صنع التابوت على يد بتسلال بن اوري بناء على أوامر الرب للنبي موسى. والتابوت يتكون من ثلاثة صناديق مفتوحة من أعلى كل واحد منها داخل الآخر. والصندوق الداخلي مصنوع من الذهب، والأوسط من خشب السنط والخارجي أيضا من الذهب. والحافة العليا مطلية بالذهب وبذلك يكون قد نُفذ الأمر القائل "من الداخل ومن الخارج تغطى بالذهب". وأبعاد التابوت (بما في ذلك الإكليل) موصوف في (برشاة تروما –مسألة التبرعات) في سفر الخروج (الفصل 25 جملة 10) :"...طوله ذراعين ونصف وعرضه ذراع ونصف"، لكن اختلف التنائيم حول ماهية هذا الذراع، حيث يرى الرابي مائير أن المقصود هو الذراع القياسي ذو الستة أشبار، بينما يرى الرابي يهودا أن المقصود هو ذراع الأواني الذي يحتوي فقط خمسة أشبار.حافة التابوت العليا كانت مرتفعة تقريباً عن الداخلية، وكانت الإضافة على صورة اكليل حتى يبدو الغطاء عندما يوضع على التابوت وكأنه تاج. وغطاء التابوت (الكافورت) كان عبارة عن لوح ذهبي سميك وعليه تمثالين من الذهب ينظر كل منهما باتجاه الآخر, وعلى جوانب التابوت حلقات ذهب مثبت بها ساندتين من الخشب المطلي بالذهب.
اطار ذهبي محيط
في "برشاة تروما" موصوف أنه على تابوت العهد وعلى طاولة الخبز الداخلية يصنع ""اطار ذهبي محيط" اذا كان تابوت العهد مصنوعاً على صورة صندوق خشبي مستطيل وملفوف، والجدير بالذكر أن التفسير المطلوب للمصطلح "إطار ذهبي محيط" هو "شريط ذهبي مشغول،مصهور أو مطروق، الموصول بالطرف العلوي لجوانب الصندوق". وبهذا الروح يفسر الرابي شلومو يتسحاقي الجملة 11 ويصف الإطار الذهبي "كتاج يحيط بمحيط أعلى تابوت العهد." وفي أعقاب هذا التفسير، صنع الفنان تابوت, تابوت القدس الخاص بالمعبد في مودينيا بإيطاليا في عام 1472م. وهو شكّله كصندوق خشبي وأحاط طرفه الأعلى بإطار منقوش ومُذهب.ويمكن ان نقارن اطار تابوت العهد بإطارات أخرى في خيمة الاجتماع: "قال الرابي يوحنان: ثلاثة حواف هي: الخاصة بالمذبح والخاصة بالتابوت والخاصة بالمنضدة. الخاصة بالمذبح (الكهنوت) فاز بها أهرون وحمله، والخاصة بالمنضدة (الملكية) فاز بها داود وحمله، والخاصة بالتابوت ما يزال موضوع، وكل من يرغب في أخذه فليأتي ويأخذه. ويقول التلمود بالملوك يملكون (اي أن التابوت يعلو على الملكية)" مشلي 8:15 مفسر التلمود الرابي يوحنان يتطرق إلى المسألة الخاصة بإطار التابوت، الذي يرمز إلى التوراة، التي يحظى بصلاحيتها كل عالم فطن. ووفقاً لهذا التوجه فإن الإطار تحول من زخرفة إلى حلية ترمز إلى وضع مرتديها، مثل الإكليل والتاج التناخييم.
موقع تابوت العهد في أثيوبيا
تؤمن الكنيسة الأثيوبية أن تابوت العهد موجود في أثيوبيا في مدينة اكسوم في كنيسة السيدة مريم من صهيون تحت غطاء سري ثقيل. في الكنيسة بأكسوم يعين كاهن عجوز يكون هو الوحيد المسموح له بالدخول لرؤية التابوت، وصاحب هذا المنصب يتم تغيره باستمرار عقب تعرضه لحالات وفاة غريبة وغير طبيعية، كما أن جميع الحراس يدعون أنهم يشعرون أن التابوت يسبب لهم أضراراً، وجميعهم ذكروا أن بصرهم بدأ في الضعف منذ لحظة اختيارهم لهذه المهمة وشاهدوا التابوت. ووفقاً للكتابات المقدسة الأثيوبية منليك الذي يعُد نسلاً مشتركاً لكل من ملكة سبا والملك سليمان هو الذي أحضر التابوت الحقيقي إلى أثيوبيا بعد أن قام ابن صدوق الكاهن باستبداله بالنسخة المقلدة التي أعطاه ايها الملك سليمان. وفي جميع كنائس أثيوبيا يوجد نسخة مقلدة من تابوت العهد، الذي يمكن أنه قدسية للكنيسة. وكل عام في شهر يناير يحتفلون في أثيوبيا بعيد الميلاد، الذي يحمل عندهم اسم "تيم-كت" ويخرجون في مسيرات ومواكب شعبية وهم يحملون نسخاً من تابوت العهد