حضارات اليمن : التاريخ

وجدت شواهد لقبور ميغاليث تعود إلى العصر الحجري القديم ولا زالت الدراسات بشأن تاريخ اليمن القديم في بداياتها فكثير من الأمور لا زالت غامضة وغير واضحة. بدأت تظهر علامات على تحضر في أواسط الألفية الثانية قبل الميلاد في منطقة صبر تحديدا تعود إلى العصر البرونزي وتسبق الممالك الخمس المعروفة. حيث وجدت أطلال لمدينة قديمة ولها أسواق ومباني صغيرة وحفر تقود إلى مخابئ لتخزين الأمتعة الثمينة ولا زالت الأبحاث جارية حول هذه الحضارة الصغيرة من قبل مختصين ألمان  لم تجرى أبحاث حول الحضارات الأصلية التي إنبثقت عنها الممالك اليمنية الأربع.
كتابة سبئية من العصر الوسيط، من كتابات كهذه أخذ الباحثون معرفتهم بتاريخ اليمن القديم

كانت البلاد منقسمة على أربعة إتحادات قبلية وعلى كل إتحاد كاهن يقال له مكرب وتعني مقرب ويراد بها الآلهة  ومقامهم مقام القضاة أو (عبرية: שופטים شوفيطيم ) في المجتمع العبراني القديم  كان المكاربة يحكمون سبأ وحضرموت وقتبان باستثناء مملكة معين وحمير فلم يكن لهم وجود في هاتين المملكتين  في الفترة ما بين 1300 - 1000 قبل الميلاد نشأت مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان وكانت العلاقة بينهم في البدايات جيدة حتى إن بعض ملوك حضرموت ومعين كانوا إخوة من أسرة واحدة  ذكر المؤرخ اليوناني إراتوستينس أن جنوب الجزيرة العربية أو (Eudaimon Arabia العربية السعيدة ) كانت تخضع لأربع ممالك أو مجموعات وصفها بإثنيات  كل إتحاد ضم عدداً كبيراً من القبائل ويُعرف انتماء القبيلة في نصوص خط المسند بعبارات دلالية من قبيل "ولد إل مقه" (أبناء الإله إلمقه) أو "ولد عم " (أبناء الإله عم) و"سبأ وأشعبهمو" (سبأ وقبائلهم) وماشابهها من عبارات ساعدت الباحثين في تحديد انتماءات وأصول القبائل، فقبيلة همدان وكندة ومذحج من مملكة سبأ بينما الحميريين من مملكة قتبان  أستطاع عدد من المكاربة من تشييد عدد من السدود الصغيرة لحفظ المياه والاستفادة من مياه الأمطار لري الأراضي واكتشف عدد من الرسومات الفنية والنقوش المصورة لحيوانات في الغالب تعود إلى هذه الفترة ونقوش تشير إلى بناء وتشييد لمعابد، معبد اوام تحديدا وذلك في القرن الثامن قبل الميلاد  إستطاع اليمنيون تكوين علاقات تجارية مع الهند والآشوريين واشتهروا بكونهم تجار عطور وطيب وبخور وذهب وفضة وبهارات وكلها عناصر مهمة للعالم القديم مما زاد من ثراء اليمنيين ومكنهم من بناء السدود مما حدا بالكهنة أو المكاربة تغيير ألقابهم إلى ملوك في فترات لاحقة. وتغيير الألقاب الملكية وإضفاء هالة من الفخامة عليها كان منتشرا بكثرة وتبدل اللقب ودخل أطوارا عديدة حسب أهواء الملوك والحكام  ورد في نص آشوري للملك سرجون الثاني تلقيه هدية من مكرب سبئي يدعى يثع أمر ووجد اسم المكرب في نقوش يمنية ووجدت كتابة أخرى للملك سنحاريب وتشير إلى تلقيه هدية من مكرب يدعى كرب إيل أو كرب إيلو حسب اللفظ الآشوري  ويستبعد أن نفوذ الآشوريين وصل إلى اليمن وهدف إرسال الهدية كان مجرد تعبير عن الصداقة التي تجمع سبأ وآشور لارتباطات تجارية قديمة بينهما ومن باب التلطف للآشوريين إذ كان للسبئيين تجارة في أسواق العراق ويعود تاريخ الكتابة إلى 715 ق.م  ولم يورد الآشوريين اسمه كاملا في النص مكتفين بكرب إيل واسمه الكامل كرب إيل بين. لقبه الآشوريين بملك وهي دلالة على عدم معرفتهم بألقاب حكام العربية الجنوبية في تلك الفترة وقام عدد من المكاربة مثل ذمر علي بإنشاء عدد من السدود مثل سد رحبم وعملوا على إيصال المياه إلى مناطق عديدة في اليمن ثم المكرب يثع أمر بين الذي قام بتعلية سد رحبم وتقوية دعائمه فزاد مساحة الأراضي الزراعية وإزداد ثراء المزارعين في هذه الفترة وبالذات في مأرب التي أصبحت تناقف صرواح عاصمة سبأ في تلك الفترة حوالي القرن الثامن ق.م  يظهر في هذه الفترة نقوش عن عدد من الحروب والإنتصارات لسبأ على معين وقتبان ونجران وكعادة النقوش فإنها لا تبدي أسبابا للإقتتال وتكتفي بذكر الموقع واسم الملك وعدد القتلى من الجانب المهزوم. وكان عدد القتلى في نجران هو الأعلى خلال حملة المكرب يثع أمر بين هذه إذ ورد في النص أن خمسة وأربعين ألف شخص قتلوا خلال إحراقه لمدنها وقراها  ويعتقد أن المكرب كرب إيل وتر سار على خطى يثع أمر بين في محاولة الهيمنة على الممالك المجاورة وتلقب بالملك لذلك.

0 comments: