الآلهة الإغريقية - الاساطير اليونانية القديمة


الأولمبيون الاثنا عشر (زيوس جالس على العرش).
عندما احتل كرونوس مكانة والده أورانوس، أصبح أسوأ من أبوه. أنجب من أخته ريا أوائل الآلهة الأولمبية (هيستيا، ديميتر، هيرا، هادس، بوسيدون وزيوس)، لكن سرعان ما ابتلعهم بعد ولادتهم، لخوفه من تكرار التاريخ لنفسه. لكن استطاع زيوس الهرب بمساعدة من أمه، التي أعطت كرونوس صخرة ملفوفة بقطعة ثياب ليأكلها ظناً منه أنها زيوس. حارب الابن أباه بعد ذلك، ليحصل الفائز على عرش الآلهة أخيراً بمساعدة من سايكلوب الذي تحرر من تارتاروس، انتصر زيوس وأمر بسجن أبيه وبقية التيتانيون في التارتاروس بعد إجبار كرونوس على تقيؤ إخوة زيوس. تبعاً للميثولوجيا، بعد رحيل التيتانيون، ظهرت مجموعة جديدة من الآلهة، من ضمنها الأولمبيون الاثنا عشر، الذين سكنوا قمة جبل أوليمبوس تحت عرش زيوس (تقليص عدد الأولمبيين إلى اثني عشر فكرة جديدة معاصرة). في هذه المرحلة، قدس الإغريق ألهة غير الأولمبيون الاثنا عشر، مثل بان، إله الطبيعة والغابات، الحوريات (أرواح الأنهار)، النايادات (اللواتي سكن الينابيع)، الدريادات (أرواح الأشجار)، النيريدات (اللواتي سكن البحار)، آلهة الأنهار، الساتير، وغيرهم. إضافة إلى قوى الظلام في العالم السفلي الإيرينيات، أصحاب وظيفة ملاحقة المذنبين بجرائم ضد الأقارب.
تبعاً للباحث والتر بوركرت، إن سلوك الآلهة اليونانية سلوك أشخاص عاديين. بغض النظر عن منظر الآلهة البشري، امتلكوا قدرات خاصة، كالمناعة من المرض والجروح والزمن، كما كان لهم القدرة لأن يصبحوا غير مرئيين، والسفر مسافات طويلة في لحظة. وكانت السمة التي تميز الآلهة عن غيرهم هي الخلود والشباب الدائم، الذي حرص الآلهة على تأمينه عن طريق شرب النكتار والأمبروسيا بشكل مستمر.
أوليمبوس (القرن الثامن عشر)، رسمها جامباتيستا تييبولو (متحف برادو، مدريد).
ينحدر كل إله من نسل خاص فيه، وله اهتماماته المختلفة، ومجال خبرة، وشخصية فريدة عن غيرها، لكن هذه الأوصاف تنشأ من متغيرات محلية معينة حدثت في تاريخ الإله. عندما يتم استدعاء الآلهة في الصلاة أو العبادة، تتم الإشارة إليهم عبر مجموع اسمهم ونعت خاص بهم، حتى يتم التفريق بينهم وبين تجسيدات أخرى لهم (مثل أبولو موزاغيتيس هو "أبولو [باعتباره]، رئيس إلهات الإلهام").
ارتبطت معظم الآلهة بجانب من جوانب الحياة. على سبيل المثال، كانت أفروديت إلهة الحب والجمال، آريز إله الحرب، هاديس إله الموت، وآثينا إلهة الحكمة والشجاعة. لكن بعض الآلهة، طورت نوعاً من الشخصية المعقدة والوظائف المتعددة، مثل أبولو (إله الشمس) وديونيسوس (إله الخمر)، بينما هناك آلهة أخرى لم تكن أكثر من تجسيد مثل هيستيا وهليوس (حرفياً الشمس). سعى الإغريق إلى جعل معابدهم الكبرى مخصصة لعدد معين من الآلهة الذين كانوا محور الطوائف اليونانية الكبرى. لكن في القرى، كان من الطبيعي أن يسخر الناس عبادتهم لآلهة ثانوية. كما كرمت الكثير من المدن الآلهة الشهورة بطقوس محلية، وربطتهم بأساطير محلية غير معروفة في مكان آخر. خلال عصر الأبطال، أصبحت عبادة الأبطال مكملة لعبادة الآلهة.

عصر الآلهة والبشر

أفروديتو أنخيسيس، رسمها أنيبالي كاراتشي.
تعتبر الفترة بين العصر الذي عاش فيه الآلهة لوحدهم والعصر الذي كان فيه التدخل الإلهي بشؤون البشر محدوداً عصر مستقل واصل بينهما عاش فيه الآلهة والبشر معاً. كانت تلك الأيام الأولى للعالم، عندما اختلطت فيه الجماعات المختلفة بحرية أكبر من الوقت اللاحق. حكت ميتامورفوزيس لأوفيد معظم هذه الحكايات، وقسمت الحكايات إلى حكايات الحب وحكايات العقاب.
  • ضمت معظم حكايات الحب زواج الأقارب، أو إغراء أو اغتصاب إله ذكر لامرأة بشرية، ناتجاً عن ذلك نسل بطولي. تحكي القصص عن وجوب الابتعاد عن العلاقات بين البشر والآلهة، لندرة النهايات السعيدة الناتجة عنها. في حالات قليلة، تتزاوج إلهة أنثى مع ذكر بشري، كما هي الحال في ترنيمة هومرية لأفروديت، حيث تمارس الجنس مع أنخيسيس فتنجب أينياس.
زواج بيليوس وثيتيس، رسمها هانز روتنهامر.
  • تضم حكايات العذاب سرقة أو اختراع قطع أثرية هامة، كسرقة بروميثيوس للنار من الآلهة، وسرقة تانتالوس للرحيق والأمبروسيا من طاولة زيوس وإعطائها لأتباعه، كاشفاً لهم سر الآلهة، وعندما علمت ديميتر الزراعة وألغاز إليوسيس لتريبتوليموس، وعندما اخترع مارسياس الأولوس ودخل في مسابقة موسيقية مع أبولو. تعتبر مغامرات بروميثيوس نقطة الفصل بين تاريخ الآلهة وتاريخ البشر. تظهر ورقة من البردي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد ديونيسوس وهو يعاقب ملك تراقيا، ليسورغوس، الذي تأخر باعترافه بالإله الجديد، ناتجاً عواقب وخيمة امتدت إلى ما بعد الموت.تظهر قصة مجيء ديونيسوس إلى تراقيا لإنشاء دينه فيها في ثلاثية قصص درامية للشاعر إسخيلوس. في تراجيدية أخرى، الباكوسيات ليوربيديس، عاقب ديونيسوس ملك ثيفا بينثيوس، عندما قلل من احترام الإله وتجسس على عبدة ديونيسوس من الإناث.
في حكاية فولكلورية قديمة، كانت ديميتر تبحث عن ابنتها برسفون، فأخذت شكل امرأة عجوز تدعى دوسو، وتلقت ترحيباً من سيليوس، ملك إلفسينا في أتيكا. فقررت أن ديميتر أن تكافئ سيليوس على ضيافته عبر تحويل ابنه ديموفون إلى إله، إلا أنها لم تستطع إكمال الطقس، لأن أمه ميتانيرا دخلت عليهما أثناء الطقس ورأت ابنها محاطاً بالنار، وبدأت بالصراخ، مماأغضب ديميتر التي قالت أن البشر الأغبياء لا يفهمون طبيعة الطقوس.

0 comments: