كانت نظرة قدماء المصريين للزمن تختلف عن نظرة انسان العصر الحديث . فبينما نحن نتطلع دائما الى "غد أفضل" و العصر الذهبى عندنا هو شئ نصبو للوصول اليه فى "المستقبل" , كان المصرى القديم دائما يرى العصر الذهبى فى الماضى ...... و تحديدا فى الماضى البعيد . و الزمن على الأرض بالنسبة للمصرى القديم كان جزءا من دورات كونية خارج حدود الأرض , يضبط ايقاعها كائنات الهية . و قد ارتبطت الدورات الكونية دائما بحركة النجوم فى السماء , و هى حركة تتم تحت اشراف الكائنات الالهية , و أهم تلك النجوم على الاطلاق كان نجم الشعرى (Sirius) . اعتمد التقويم فى مصر بشكل أساسى على الدورة الكبرى لنجم الشعرى و مدتها 1460 سنه , و كان هذا النجم بالذات عند قدماء المصريين هو بمثابة وسيط بين عالم الروح و عالم الماده , لذلك كان الحرص دائما على ربط ايقاع الزمن على الأرض بايقاع ذلك النجم , لكى يصبح ما على الأرض صورة للسماء . و نلاحظ أن المؤرخ المصرى "مانيتون السمنودى" الذى عاش فى العصر البطلمى عنما أراد البدأ بتدوين تاريخ مصر , لم يبدأه من عصر الأسرات , و انما بدأه قبل ذل...