العربية الجنوبية القديمة كانت اللغة المستخدمة في اليمن مع اختلافات بسيطة بين لهجات القبائل فقسمها الباحثون لأربع لغات هي لهجات حقيقة وهي لغة سبئية ولغة قتبانية ولغة معينية واللغة الحضرمية أما الحميرية فلا تنتمي لهذا التصنيف
مرت اللغة بعدة أطوار فاللغة المكتشفة على النقوش في القرن التاسع والثامن
ق.م تختلف عن تلك التي كتبت بعد الميلاد فاللغة تتطور ولا تبقى بشكل واحد
ودخلت عليها كلمات عبرية وآرامية في فترة ما بعد الميلاد كنتيجة طبيعية للإحتكاك. كانت اللغة تدون باستخدام نظام كتابة متعلق ولكنه ليس متطورا عن الأبجدية الفينقية القديمة
فهو يزيد بسبعة حروف عن الفينقية ودون في نفس الفترة تقريبا (الألف قبل
الميلاد) فلم ينبت المسند عن القلم الفينيقي ولكنه نبت من نفس الأصل وهو الأبجدية السينائية الأولية لذلك يعد أحد أقدم الأبجديات في العالم
وهو خط الكتابة العربي الأصلي ولم يطور سكان المناطق الأخرى في شبه
الجزيرة العربية نظام كتابة خاص بهم فأستعاروه وعند انتشار المسيحية في
جزيرة العرب إستعاروا أبجدية السريان لإنها أسهل وأبقى اليمنيون على المسند يعتقد أن استخدام خط المسند بدأ في القرن العاشر ق.م وتوقف في القرن السادس بعد الميلاد أي أنه كان نظام كتابة مستخدم في اليمن لمدة تزيد عن الألف وخمسمئة سنة من تاريخ البلاد
توقف استخدام القلم (على مايعتقد) قرابة ستين سنة قبل بعثة النبي محمد
والمؤكد أن دخول اليمنيين في الإسلام ساهم في ذلك إذ استبدلت بالأبجدية
التي دون بها القرآن وهي أبجدية نبطية والخط "العربي" اليوم لا يشبه ما كان مدونا في بدايات الإسلام.
توقف استخدام النص لم يعني توقف استخدام اللغة فقد تطورت اللغة ويمكن ملاحظة ذلك على لهجات اليمنيين الحالية بل إنه من المؤكد أنه كان لليمنيين لهجة قبيل الإسلام ويستدل على ذلك كتاب النبي محمد إلى وائل بن حجر بل ورد أن بعض أهل اليمن كانوا ينطقون الجيم مصرية في صدر الإسلام ويستبدل الكاف آخر الكلمة فيجعلها شين فيقول "لبيش" يقصد "لبيك" وبعضهم يقلب أداة التعريف الألف واللام أول الكلمة بألف وميم فيقول "أمبارح" يقصد البارحة و"أمبر" يقصد "البر" ويقلب الجيم ياء فيقول "المسيد" ويقصد "المسجد" ومنها ماورد أن الحارث بن هانئ بن أبي شمر الكندي إستلحم (وتعني كثر عليه القتال) يوم ساباط فنادى "ياحكر، ياحكر" يريد بها حجر بن عدي الكندي لمساعدته وكلاهما يمنيان وهي دلالة قدم اللهجات اليمنية
قسم العلماء اللغة القديمة إلى أربعة أقسام إضافة إلى عدة تفرعات هي :
- سبئية : من القرن العاشر ق.م إلى القرن الأول ق.م
- سبئية وسطى : القرن الأول ق.م إلى القرن الرابع بعد الميلاد.
- هرمية : لغة مملكة هرم وهي ضمن السبئية
- سبئية وسطى : المتحدثة وسط اليمن
- سبئية جنوبية : لغة ردمان
- شبه سبئية (سبئية لاحقة وسبئية زائفة): المتحدثة في نجران وقرية الفاو
- سبئية متأخرة من القرن الرابع الميلادي إلى السادس.
- معينية: لغة الجوف والدولة المعينية (من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الثاني للميلاد).النقوش خارج معين توجد في ديدان، ومدائن صالح، وفي مصر، وجزيرة دلوس اليونانية.
- قتبانية: لغة مملكة قتبان من القرن الخامس قبل الميلاد وحتى القرن الثاني للميلاد.
- أوسانية: لغة مملكة أوسان، استعمال قليل جدا (حوالي 25 نقشاً أثرياً، من القرن الثامن إلى القرن الأول قبل الميلاد) لا يختلف شكلها عن القتبانية.
- حضرمية: لغة حضرموت، توجد نصوص اللغة في جزيرة دلوس أيضا. من القرن اخامس قبل الميلاد إلى الرابع قبل الميلاد.
أغلب الكتابات المكتشفة وجدت منقوشة على ألواح أو على صخور ولم يعثر على
كتابة ورقية بالحبر إلا أن هناك آثارا تاريخية تشير إلى استعمال الحبر في
اليمن ولكن الورق والحبر أدوات سهلة العطب ولاتعيش كالنقش على الأحجار إن
لم تولى رعاية خاصة وهناك أمل عند الباحثين أن يتم اكتشافها بزيادة أعمال
التنقيب. أغلبها نصوص دينية وتعبدية أو تخليد إنجازات ملك وبناء معبد أو
منزل ولم يعثر على كثير من النصوص الأدبية بعد. وكانت القوانين تكتب على
صخور كبيرة ليراها العامة.
الزبور
كان هناك نوع آخر من الكتابة موجود في اليمن يسمى الزبور ولم يكن اليمنيين أميين بل تظهر الآثار قدرة الأعراب من أهل اليمن على القراءة والكتابة قال المؤرخون العرب أن المقصود بالزبور هو سفر المزامير وأن اليمنيون كانوا يسمونه زبورا فغلب على السفر هذه التسمية
الزبور كان الأدعية والصلوات التي يكتبها عوام الناس من اليمنيين يوميا
على أسعف النخل أو المصاحف وخلال رحلاتهم التجارية وتختلف الزبر عن المساند
في أنها لاتكتب على ألواح أو صخور كبيرة أي أنها ليست شواهد وليست دينية
بالضرورة فقد يكون بعضها يحتوي على أدعية وبعضها إيصالا أو فاتورة وكان
ماعرف بالجاهليين العرب يعرفون ذلك عن اليمنيين فذكر الزبور باسم زبر وكيف
أن أطفال الحميريين كانوا يستطيعون القراءة والكتابة فالزبور المذكور في القرآن لا علاقة له بهذا الزبور فالقرآن ذكر أنه أنزل على داوود بينما كتابات الزبور عند الحميريين مختلفة وليست متعلقة بداوود بالضرورة ولكنه وارد فعدد من الحميريين كان يهوديا.
0 comments:
Post a Comment