واذا ما انتقلنا الي الدولة الوسطي فاننا نجد لكل حاكم اقليم جيشه الصغير الذي يدافع به عن اقليمه ورغم ان الدولة الوسطي قد شهدت بعض الاحداث العسكرية ، فأن اهمها تلك المعركة التي خاضها الملك سنوسرت الثالث أحد اشهر العسكريين في تاريخ مصر القديمة ، ضد بلاد النوبة ، وهي المعركة التي خلد ذكراها علي لوحة عند منطقة سمنة الواقعة جنوب الجندل الثاني .
وتمردت بلاد النوبة مرة اخري فتوجه الملك سنوسرت الثالث بنفسه علي رأس جيشه أكثر من مرة للحرب وذكر ذلك في لوحة سمنة وغيرها من النصوص التي تركها هناك منها قوله انه برئ من أي ابن يأتي من بعده ولا يحافظ علي حدود مصر عند الجندل الثاني ولما وصلت مصر الي هذه المرحلة من الاحتكاك عسكريا بجيرانها كان لابد من اقامة الحصون والاستحكامات والاسوار علي حدود مصر الشرقية والغربية وكانت هذه الحصون تعرف بأسم اسوار الحاكم .
عصر الانتقال الثاني وغزو الهكسوس
1795 ق. م ــ 1550 ق . م
وتمر مصر تاريخيا بعصر الانتقال الثاني ، الذي تلا سقوط الدولة الوسطي وفي ذلك العصر غزا الهكسوس مصر فأذاقوا أهلها مرارة الاحتلال ، فوحد المصريون صفوفهم وتسلحوا بأقوي العتاد ــ وتحمل عبئ هذا النضال ثلاثة من حكام طيبة الاقصر حاليا هم
سقنن رع
وابناه كامس
واحمس.
واتي الاول في المعركة وهو يقود جيشه دفاعا عن شرف مصر ، وحمل الراية من بعده ابنه كامس الذي ورد في أحد النصوص المصرية القديمة علي لسانه مخاطبا شعبه لوحة كارنرفون : سأقاتل الهسكوس حتي يقسم كل مصري بأسمي ، انني اريد ان يتحدث كل منهم عني قائلا ها هو كامس محرر مصرــ وقد حقق كامس نصرا مؤزرا علي جيش الهكسوس بالقرب من الاشمونين .
كتيبة مصرية من أربعين جندياً حاملى الرماح والدروع وعلى رؤوسهم خوذات.
ويبدو أن كامس قد سقط هو الاخر في احدي المعارك ليحمل الراية من بعده شقيقه أحمس ليواجه الهكسوس حيثما وجدوا ، غير ان اعظم انتصاراته التي خلدها التاريخ هي تلك التي نجح فيها بجيشه البري وبأسطوله البحري في غزو عاصمة الهكسوس اورايس ( حاليا تل الضبعة مركز فاقوس ــ محافظة الشرقية ) ويجتاح الجيش المصري المدينة حتي اضطر الهكسوس الي الانسحاب ، ثم تحصنو في حصن شاروهين في جنوب غزة وظل الجيش المصري يحاصرهم لسنوات ثلاث حتي سقط الحصن وقضي الجيش نهائيا علي الهكسوس ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة ليكتب الخلود للملك أحمس الذي خلص مصر من هؤلاء الغزاة.
وخرجت مصر من حرب الهكسوس بمجموعة من الدروس المستفادة :
*انه لا امكانية لتحقيق أمن البلاد واذدهارها الا بتكوين جيش قوي يصون لها كرامتها ويشعر جيرانها بقوتها
· أن الحكام والقادة العسكريين ادركوا أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع ، وبنوا سياستهم علي أساس تأمين الحدود.
استوعب المصريون السلاح الذي اتي به الهكسوس الي مصر وهو العجلة الحربية ، وكيفية تصنيعها في مصر وبهذا السلاح نفسه انطلقت الجيوش المصرية نحو حدودها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لتكوين واحدة من أضخم امبراطوريات العالم القديم .
الجيش في الدولة الحديثة
1550 ق . م ـــ 1069 ق . م
0 comments:
Post a Comment