كانت اليمن في أيام الحميريين تجمع الكثير من الديانات منهم من بقي على
الوثنية وكان للمسيحيين وجود وكانوا ملوكا على حمير بلإضافة لوجود يهودي
قوي فاليهود إن لم يكونوا ملوكا فإن بعض الأشراف وأقيال القبائل كان يهوديا
بلا شك. وردت نصوص مثل :"برك وتبرك سم رحمن ذو سمين ويسرائيل وإلهمو رب
يهود ذي حرض بدهمو شهرم" وترجمة النص :" تبارك اسم رحمن صاحب السماء إله إسرائيل رب يهود الذي ساعد عبده شهر"
وورد نص يشير إلى استقلال القبائل نماء روح العصبية والتحزب القبلي التي لاتعرف مصلحة سوى مصلحة القبيلة. فورد عن حروب بين كندة ومذحج وأرحب و"ثعلبن" (وقد تكون ثعلبن هذه هي المقصود بها دوس ثعلبان الواردة في كتب الإخباريين ) ومضر في عهد ملك يدعى "معد يكرب يعفر" يرجع الباحثون تاريخ النص المسندي إلى سنة 516 للميلاد ذكر أهل الأخبار أن ملكا يدعى "لخيعة ينوف ذو شناتر" كان قبل ذو نواس ولم تكتشف كتابة بخط المسند تشير إلى ذلك ولا إلى "ذو نواس" بهذا الاسم. فقد ورد اسمه بصيغة "يوسف أسأر" أو "يوسف آزار" لاتوجد إنجازات في عهد يوسف وكل الوارد عنه تحامله على المسيحيين فقد كان ملكا محاربا وقاسيا ولم يبدي شفقة أو تساهل اتجاه أعداء حِميّر. بل أورد السريان قصة أنه أرسل وفدا إلى الحيرة يطلب من ملكها الإقتداء به وقتله المسيحيين في العراق كون المناذرة حلفاء للفرس الذين كانت لهم علاقات جيدة بالحميريين وعداوة وإقتتال مع الرومان وهناك إعتقاد أن الرسالة ملفقة وتعكس أحقاداً مسيحية على اليهود
ورد اسم يوسف بدون لقب ملكي طويل مكتفيا بلقب "ملك يوسف أسأر" فقد كان
أقيال القبائل ينافسونه السلطان وإستغل الأحباش هذا الوضع وأعلنوا دعمهم
للمسيحيين وشن ذو نواس أو "يوسف أسأر" حملات على مراكز المسيحيين وإستطاع
أن يجمع جمعا من القبائل كانت فروعاً من كل من خولان وكندة ومذحج وهمدان وبضعة بيوت وأقيال من حمير وتحديدا من بيت "ذو يزأن" ومنهم الملك شبه الأسطوري سيف بن ذي يزن بلا شك
- "شرح إيل ذو يزأن" (شراحيل ذو يزأن) ممايعني أنه كان قيلا على بيت ذو يزن الحميري.
- "شرحب إيل يكمل"
- "شميفع أشوع"
- شرح إيل (شراحيل) يقبل
- شرحب إيل (شرحبيل) يكمل
- شرحبيل أسعد
- معاوية بن والعة
- نعمة بن مالك
- تميم يزيد رئيس بيت "لحيعة ذي جدن"
شنت القَبائل الموالية ليوسف حملات على القبائل والأقيال المسيحيين المناوئين له والمعاونين للأحباش في مشهد يوضح مدى تردي الأوضاع في اليمن وتنامي روح القبيلة التي لاتعرف إلا مصلحتها ولو على حساب استقلال وطنها من عنصر أجنبي غريب. حاول يوسف الحفاظ على استقلالية بلاده ووحدة قبائله وبلغ ذلك منه أنزل والقبائل التي تبعته خسائر ومجازر بالمسيحيين والأحباش في ظفار يريم حيث قتل ما يقارب ثلاثة عشر ألف منهم وهدم "قلسن" وكلمة قلسن أو القليس تعني كنيسة بلسان الحميريين وسحق قبائل الأشاعرة المعاونة للأحباش ثم توجه إلى نجران وقتل هناك ما يقارب إحدى عشر ألف قتيل وهدم الكنيسة المتواجدة هناك ولم يكتشف حتى اللحظة كتابة مسندية تشير إلى حريق باستثناء كتابات السريان والبيزنطة وهي كتابات وإن غلب عليها التعاطف مع المسيحيين إلا أنها تحكي مايدعم الوارد في نقوش عن قسوة يوسف أزار وأفعاله بحق الأحباش والمسيحيين فقد ذكر شمعون الأرشمي أنه كتب الوقائع إستنادا على روايات شهود عيان رأوا الحميريين يجمعون النساء والأطفال والرهبان في كنيسة نجران وأحرقوا الكنيسة بمن فيها النصان المكتشفان اللذان يشيران ليوسف لم يشيرا إلى مجازر في مأرب وحضرموت. ذكر النص مجازر في ظفار يريم والمخا ونجران المصادر التي تشير إلى مجازر في مأرب وحضرموت هي مصادر سريانية وبيزنطية
وقد يكون للوارد في كتب أهل الأخبار صحة لورود اسم "دوس ثعلبن" في عداد
القبائل المعادية لذو نواس وقد أورد أهل الأخبار أن رجلا منهم ذهب إلى ملك
بيزنطة طلبا للنجدة أمد الملك البيزنطي جستنيان الأول كما ورد في كتاب المؤرخ بروكوبيوس الأحباش بأسطول دخل اليمن عن طريق ساحلها الغربي المطل على أثيوبيا وقتل ذو نواس في المعارك عام 525 - 527 وبذلك وضع المؤرخون نهاية مملكة حمير أصبحت المناطق الغربية لجنوب شبه الجزيرة العربية مملكة تابعة لروما وعليها حميري يدعى شميفع أشوع
سمى نفسه ملك سبأ قلت الكتابات المسندية كثيرا بعد هذه الفترة وإنقطعت
تماما أواسط القرن السادس فلا يعرف الكثير عن اليمن بعد سيطرة ملك مملكة أكسوم كالب
الذي ظن الرومان أن بدعمه سيتم تأمين الطريق التجارية عبر اليمن وهو مالم
يحدث ولم تنجح الحملة الرومانية ـ الحبشية إلا في قتل ذو نواس وإنقاذ
المسيحيين. فأحد قادة الجيش خلع كالب وقتل شميفع وأعلن نفسه ملكا في العام 531 - 533 وعرف هذا القائد باسم أبرهة وورد نص واحد يشير إلى تمرد من قبل ابن شميفع أشوع الذي عين ممثلا ، ونص يشير إلى قبائل معد
والنص الذي يتحدث عن معد قصير للغاية ولم تكن ثورة بمعنى ثورة كل ماجاء في
الكتابة أنه سار بنفسه نحوهم وقدموا أبنائهم رهائن تعهدا بعدم خروجها عليه
وترميمه لسد مأرب كذلك نسبت إليه قصة أصحاب الفيل
ولم يرد في ذكرها نقش ولا أثر سواء من قبل أعداءه الحميريين أو من مؤرخي
بيزنطة. ولم يحكم الأكسوميين العربية الجنوبية كاملة فإقتصر وجودهم على
المناطق الغربية وصنعاء أما باقي المناطق فكانت خاضعة للأقيال
النص الذي تحدث عن ابن 'شميفع أشوع " كانت محاولة للخروج على هذا الأبرهة
من ملك كندة " يزيد بن كبشت " (يزيد بن كبشة) بمعاونة من أقيال "ذو خليل "
و"ذو يزأن " و"مرثد " وكان من بينهم ابن شميفع أشوع. أما أبرهة فقد عاونته
همدان و"ذي معاهر " وحضرموت و"ذو كلاع" وعدد من القبائل الأخرى التي لايعرف
عنها شيء في العصر الحالي، وأستطاع أبرهة وجمعه مقارعة سيد بني كندة وتوصلوا لهدنة عقب وصول الأخبار أو "أصوات البكاء" كما يذكر النص عن تصدع أصاب سد مأرب
لايوجد نقش يشير إلى الحقبة الفارسية في اليمن فتاريخ اليمن يكاد يكون مجهولا خلال هذه الفترة سوى ماتوارد عن كتابات فارسية بسيطة عن وهرز
قائد الكتيبة الفارسية التي ساعدت الحميريين على طرد أبرهة (أو أحد
أبنائه) وإخضاع القبائل المسيحية عام 570 - 573 للميلاد وكان سيف بن ذي يزن
يهوديا ودخل اليمن عصرا من الإنحطاط قبيل الإسلام مما مكن مكة بأن تصبح مركزا تجاريا مهما بل ربما الأهم في الجزيرة العربية لبعدها عن مراكز الصراع حكم الحميريين كاذواء
فلا سلطة حقيقية تذكر لهم خلال هذه الفترة إلا على قبائلهم ويقول صاحب
المفصل :" أستطيع أن أقول إن حكم الفرس كان حكمًا شكليًّا، مقتصرًا على بعض
المواضع، أما الحكم الواقعي فكان للأقيال. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد
الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين
تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة في أيام حكم الفرس
لليمن، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا
سلطان للعامل الفارسي عليه" وتمت المبالغة في تصوير حكم أكسوم وفارس
لتصوير الإسلام على أنه جالب الحرية والاستقلال للعرب فكما يقرأ من التاريخ
لمتناقض في كتابات أهل الأخبار قبيلة واحدة من قبائل اليمن (مذحج) إستطاعت طرد الفرس دون عناء بقيادة الأسود العنسي إستفرد أحد الساتراب بالحكم في العام 598 ميلادية ودخل أحد هولاء إلى الإسلام حتى طردهم الأسود العنسي وأعلن نفسه نبيا وملكا على اليمن وقتله مسلمون يمنيون وأحد بقايا الفرس المدعو فيروز الديلمي.
0 comments:
Post a Comment