لم تعرف مصر في البدايات الاولي من تاريخها تكوين جيش نظامي موحد للدولة بأكملها ، بل اكتفي حكام الاقاليم بتكوين فرق خاصة لهم مدربة ومجهزة بالاسلحة والعتاد ، ليدافعوا عن اقاليمهم وخصوصا تلك الواقعة علي حدود مصر ، وكانت هذا الفرق تستخدم ايضا في فترات الصراع الداخلي بين حكام الاقاليم الذين يسعي كل منهم لكسب المزيد من الاراضي لتضاف لاقليمه أو لتحقيق طموحاته في كسب المزيد من السلطة والسلطان ، الي جانب فرقة أو اكثر تدافع عن عاصمة البلاد .
غير ان بواكير الجيش المصري النظامي قد بدأت تظهر في اثناء حكم الاسرة الخامسة ثم أصبح الامر أكثر وضوحا منذ الاسرة السادسة وخصوصا في عهد أشهر ملوكها بيبي الاول ففي عهده قام البدو القاطنون علي حدود مصر الشرقية بأحدي غاراتهم علي الدلتا ، ولما كانو اكثر من ان تستطيع فرق المقاطعات الواقعة علي الحدود مواجهتهم ، فقد قرر الملك بيبي الاول استدعاء جميع الفرق العسكرية لتعمل تحت امرةاحد كبار رجال عهده هو وني وقد روي لنا هذا القائد اخبار هذه الحملة من خلال سيرته الذاتية علي جدران مقبرته بأبيدوس مركز البلينا ــ محافظة سوهاج .
وهكذا خاض الجيش المصري اول معركة حقيقية في هذه الفترة المبكرة من تاريخ مصر القديم ــ وكتب له فيها النصر علي سكان فلسطين ، وبدا واضحا بعد ذلك ان مصر اصبحت في حاجة الي جيش قوي يحمي ارضها ويحقق لها الامان والاستقرار .
0 comments:
Post a Comment