ومن تحليلي الهندسي لكل المعلومات الفنية المسجلة عن الهرم الأكبر قمت بكشف سر خطير يذاع لأول مرة ويتعلق بكيفية بناء الهرم الأكبر . هذا السر الخطير الذي اكتشفته بعد بحوث طويلة هو أن ( الملك خوفو ) استخدم قوة مياه الفيضان المندفعة من بئر صاعد الى حوض وخزان مائي ضخم محفور في القاعدة الصخرية للهرم لرفع الأحجار العملاقة التي يزيد وزنها في بعض الأحيان عن 55 طنا ( كالتي استخدمت في بناء غرفة الدفن الملكية ) الى ارتفاعات شاهقة تقرب من 100 مترا من سطح الأرض . أي أنه استخدم الروافع الهيدروليكية ونظريات الطفو ونظم الأهوسة ( حجز الماء في أماكن ضيقة ) وقوة اندفاع الماء في الآبار الصاعدة في بناء الهرم الأكبر ورفع أحجاره البالغة الثقل . تماما مثلما نقوم الآن برفع المياه الى الخزانات في العمارات الشاهقة في القاهرة باستخدام اندفاع الماء بدون أي محركات .. مستخدمين القانون الهيدروليكي المعروف :
[ قوة دفع الماء = وزن الماء / مساحة مقطع البئر الصاعد ]
وهو قد استخدم المراكب والطوافات والعائمات الخشبية والقنوات والمواسير الحجرية خصيصا لذلك مستغلا الطبيعة الجغرافية لهضبة الأهرام .
m * g * h
باستخدام القانون المعروف [ الشغل المبذول = الكتلة x الارتفاع x الجاذبية ] نجد أن القدرة اللازمة لرفع كتلة حجرية واحدة وزنها 55 طنا الى ارتفاع 100 متر هي :
55000 * 10 * 100 / 75 = أي ما قيمته ( 733 ألف حصان ) ..
أي أننا نحتاج إلى ما يزيد كـثـيـرا عن مليون رجل لرفع كتلة حجرة واحدة إلى غرفة الملك ! لذلك حتى لو استخدمنا مائة ألف عامل فاننا لا نستطيع رفع هذه الكتلة الى غرفة الملك . وقد قال أحد العلماء البارزين بسخرية شديدة تعليقا على ذلك .. كيف استطاع المصريون جمع مائة ألف عامل .. أو حتى ألف عامل على كتلة حجرية واحدة ؟!!
وهنا يجب أن نسأل أنفسنا .. هل كان قدماء المصريين يملكون أوناشا قدرتها 700 ألف حصان وطول ذراعها أكبر من مائة متر ؟ وبالطبع فان الاجابة هي لا .
وهكذا تسقط كل النظريات التي تصورها علماء المصريات عن أسلوب بناء الهرم
ولا يتبقى أمامنـا الا نظرية استخدام الروافع الهيدروليكية
أسـامة السـعـداوي .. 1 يوليو 1998م
رفع الكتل الحجرية بالضغط الهيدروليكي :
وهكذا نرى أنه من وجود الآبار الصاعدة والأحواض المحفورة في قواعد الأهرام الصخرية وآبار تخزين المياه وتصريفها وهذه السفن الكثيرة بجوار الأهرامات وبجوار الطرق الصاعدة التي كانت تستخدم كسدود لحجز وتخزين مياه الفيضان ووجود بقايا الأسوار التي كانت تحيـط بكل هرم وبالهضبة نفسها وأن بناء الهرم لم يكن يستكمل الا في زمن الفيضان فاننا نستنج من كـل ذلك أن رفع الحجارة العملاقة كان يتم بنظرية الطفو والنظريات الهيدروليكية وقوة اندفاع الماء .
وأنا أحتفظ لنفسي بتفاصيل هذه النظرية المائية الهيدروليكية .. خاصة ما أسميه .. قـلـب السـر .. لأسباب فكرية ومعنوية هامة . وأرجو أن أتمكن يوما ما من إذاعة هذا السر الأعظم وباقي عناصر وتفاصيل النظرية
تعقيب بسيط
في ديسمبر من عام 1999م أجريت مناقشة مع مجموعة من أساتذة الهندسة المعمارية حول نظريتي الخاصة باستخدام الروافع الهيدروليكية لرفع الكتل الجرانيتية الضخمة .. فعقب إثنين أفاضل منهم بأن ذلك هو الحل المنطقي والهندسي الوحيد لهذه المشكلة العويصة (وهو نفس تعليق بعض الأساتذة البريطانيين والكنديين المعروفين).. وقالوا إذا كان الأمر مجرد طرق صاعدة ترابية أو رملية فلماذا لم يبني المصريون القدماء بعضا من هذه الأهرامات في صحراء سيناء أو الصحراء الغربية أو الشرقية أو السلوم مثلا .. رغم توافر المساحات الشاسعة التي تسمح لهم ببناء طرق صاعدة ممتدة لمسافات طويلة .. ولماذا بنوا تلك الأهرامات على إمتداد طريق موازي قريب لنهر النيل في مصر الوسطى؟!! إن السبب واضح ومفهوم وهو إحتياجهم لكميات مهولة من مياه النهر لإتمام عملية البناء ولتسهيل النقل بالسفن لتلك الكميات المهولة من مواد البناء والأحجار ولإستخدامها في عمليات الرفع الهيدروليكي
عندئذ خاطبني أحد ألأساتذة الأفاضل قائلا .. إذا أثبت لنا أن هناك مصارف مائية كانت تصل ما بين أهرامات الجيزة الثلاث وما بين أسفل الوادي أو نهر النيل .. فإن نظريتك تكون صحيحة مائة بالمائة .. حينئذ أخرجت له من حقيبتي على الفور رسما هندسيا كبيرا يوضح بجلاء صورا لثلاث مصارف ضخمة تمتد من أعلى هضبة الجيزي بدءا من قاعدة كل هرم تحديدا ثم تنحدر حتى نهاية أسفل الوادي .. صمت الأستاذ الفاضل ولم يعلق بكلمة واحدة !!
د. أسامة السعداوي
التصريح التالي مأخوذ من مقالة عن بناء الهرم الأكبر منشورة في مجلة نقابة المهندسين المعماريين الأمريكية في يونيو 1999م .. وزودنا به الأستاذ لاري أوركت (أستاذ وخبير علم الآثار المعروف عالميا)
** إن حساباتنا أقنعتنا أن معظم مبادئ أو مفاهيم الطرق الصاعدة غير عملية لأنها ستحتاج إلى شغل مبذول أكبر بكثير مما سيحتاجه بناء الهرم نفسه . ونحن نفترض أن المصريين لا يمكن أن يرتكبوا خطأ بذل مزيدا من الجهد عن الحد الأدنى المطلوب في البناء .. بالإضافة إلى حقيقة أن الطريق الصاعد يجب إزالته بعد إنتهاء البناء **
رسالة هامة :
من جويل لاريد (أستاذ الرياضيات البريطاني المعروف) - الأربعاء 30 يونيو 1999م
مرحبا بالجميع,
أسامة على حق ، إذا أهملنا معامل الإحتكاك فإن الشغل المبذول (الطاقة المستهلكة) هي بالفعل تساوي .. الكتلة×الجاذبية×الإرتفاع .. بصرف النظر عن المسار الذي تسلكه هذه الكتلة .. إنه فقط التغيير في الإرتفاع هو الهام. هذه نتيجة من نتائج علم الطبيعة الذي يطبق على حالات ممائلة عديدة.
أما إذا أخذنا في الحساب تأثير معامل الإحتكاك فإن الشغل المبذول سيزيد بمقدار محسوس طبقا للمسار الذي ستسلكه تلك الكتلة وهو أمر هام. إن أقل شغل مبذول يمكن الحصول عليه هو برفع تلك الكتلة لأعلى في خط مستقيم ..
أما دفع الكتلة على طريق صاعد (حتى على عجلات) فإنه حتما سيستهلك مزيدا من الطاقة
رسالة هامة :
من جويل لاريد .. الخميس 1 يوليو 1999م
أسامة على حق , بصرف النظر عن الطرق المستخدمة في بناء الهرم (طرق صاعدة - بكرات - أوناش - روافع - أوزان مضادة) فإن هذه هي فعلا الطاقة المستهلكة من العمال .. إذا لم تستخدم مصادر أخرى من الطاقة.
أنا أتفق مع كريس أن الكتل الجرانيتية سوف تدمر تلك الطرق الصاعدة .. لذلك من المؤكد أن تلك الكتل الجرانيتية رفعت بطريقة أخرى.
إن قوة مياه الفيضان سوف تبسط هذه المشكلة بصورة عظيمة .. لأنها ستصبح مسألة طفو مما سيلغي شدة الجاذبية في القانون : ك×ج×ع
هذا بالإضافة إلى أن تلك الكتل الجرانيتية يجب وضعها من أعلى لأسفل عند التركيب ..
لأنه من المؤكد أن دفعها للأمام سوف يمزق غرفة الملك إلى أشلاء.