تقع منطقة جبل السلسلة على بعد 65 كيلو
متر شمال أسوان (بين أدفو و كوم أمبو) , و كانت تعرف فى مصرالقديمة باسم "خنى"
أو "خنو" .... و هى احدى المحاجر التى كان قدماء
المصريين يقطعون
منها الحجر الرملى .
كان العمل فى المحاجر فى مصر القديمة عملا موسميا حيث يتم ارسال
بعثات علمية لاستكشاف المحجر و العمل به لموسم محدد و فى معظم الأحيان تترك البعثة
العلمية نقوشا تحوى اسم الملك الذى قام بارسالالبعثة و تاريخها و أحيانا اسم قائدها و تلك هى الأدلة
الأركيولوجية التى استطاع الأثريون عن طريقها التأريخ للمحاجر فى مصر .
و من الأدلة الأركيولوجية الموجودة بمنطقة جبل السلسلة
اكتشف علماء الآثار أن تلك المنطقة كانت تستخدم كمحاجر منذ عصر الأسرة الثامنة عشر .
فقد عثروا فيها على نقوش تدل على أسماء الملوك الذين
قطعوا منها الحجارة لاستخدامها فى تشييد صروحهم المعمارية مثل الملكة حتشبسوت , و
الملك سيتى الأول , و الملك رمسيس الثانى و ابنه مرنبتاح .... و أيضا الملك "حور – محب" و الذى
أنشأ بها معبدا .
و منطقة جبل السلسلة هى واحدة من العديد من المحاجر التى
كانت تستخدم فى مصر القديمة لقطع الحجارة , و عرفت بأنها مصدرا للحجر الرملى , كما
عرفت محاجر أسوان بأنها الأفضل لاستخراج الجرانيت بأنواعه الثلاثه (الوردى و
الأسود و الرمادى) ... أما محاجر طره فقد قدمت لمصر أفضل أنواع الحجر الجيرى الذى
استخدم فى بناء أهرامات الجيزة
.
و تقف المحاجر و كذلك المناجم كشاهد و دليل على أن صروح
مصر المعمارية من معابد و أهرامات كانت من صنع أيادى قدماء المصريين . فهى الديل
الأركيولوجى الدامغ الذى يدحض أى ادعاءات و تخاريف تدعى أن صروح مصر المعمارية من
صنع كائنات هبطت من الفضاء أو من صنع شعوب خرافية مثل قوم "عاد" .
و ما زالت محاجر أسوان تحتفظ بالمسلة الناقصة و بها آثار
الأدوات المستخدمة فى قطع الجرانيت
.
كما احتفظ المحجر أيضا بخرطوش الملكة حتشبسوت و الذى
استدل منه العلماء على أنها هى التى أرسلت البعثة العلمية لقطع هذه المسلة و التى
تعرضت للشرخ أثناء العمل