سد مأرب هو سد مائي قديم يعود تاريخه إلى بدايات الألفية الأولى
ق.م ولكنه ليس الوحيد الذي بناه السبئيين وليس الأقدم إذ أظهرت الآثار أن
السبئيين حاولوا حصر المياه والإستفادة من الأمطار منذ الألفية الرابعة ق.م ويعد معجزة هندسية لتاريخ شبه الجزيرة العربية إلا أن السد الشهير نفسه يعود إلى القرن الثامن ق.م وبقي صامدا يؤدي عمله حتى عام 575 ب.م
تعرض لعدة تصدعات ولكن نهايته كانت في العام 575 بعد الميلاد لغياب حكومة
مركزية وإضطراب الأمن في البلاد وتدخل القوى الأجنبية (الفرس) وإستقلال
زعماء القبائل بإقطاعياتهم في القرن الثامن، وردت نصوص لمكاربة تشير إلى تعلية وإصلاحات على السد فبلغ طوله 577 متراً وعرضه 915 متر وهو ضعف سد هوفر الأمريكي
وبني في الجهة التي تسيل منها السيول فتمكن السد من حصر الماء وزود بثقوب
أو أبواب لتسمح بقدر أكبر من التحكم بجهة المياه عقب إستقرارها في الحوض وتم إقتطاع حجارة السد من صخور الجبال ونحتت بدقة ووضعت فوق بعضها البعض وإستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض وإستخدام قضبان إسطوانية من النحاس والرصاص
يبلغ طول الواحدة منها ستة عشر مترا وقطرها حوالي أربع سنتمرات توضع في
ثقوب الحجارة فتصبح كالمسمار فيتم دمجها بصخرة مطابقة لها وذلك ليتمكن من
الثبات أمام خطر الزلازل والسيول العنيفة كان يروي مايقارب 24,000 آكر (قرابة 98,000 كم مربع)
وهو ماعنى أن سكان اليمن حققوا الإكتفاء الذاتي من ناحية إحتياجهم للماء
والغذاء، فالماء الناتج عن السد القديم كان يكفيهم للزراعة وإطعام مواشيهم.