مملكة قتبان هي أحد أقدم الممالك اليمنية ونظام حكمها بدأ مشابها لسبأ إلا أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة وهناك إعتقاد أن الحميريين ورثة هذه المملكة القديمة إلا أن هذا القول ليس أكيدا بسبب اختلاف لسان الحميريين عن مجموعات اللغات الصيهدية أو العربية الجنوبية القديمة
فإلى الآن لم يصنف الباحثين اللغة الحميرية رغم أن كتابتها كانت بأبجدية
المسند ضمن اللغات العربية الجنوبية القديمة ولا يعرف أصلها على وجه الدقة إلا أن ارتباط الحميريين بقتبان واضح كونهم أحد أبناء الإله عم حسب مفاهيم قتبان.
لم يعرف المؤرخون بعد الإسلام شيئا كثيرا عن قتبان وكعادتهم جعلوه شخصا وساقوا له نسبا ينتهي إلى العرنج والعرنج هذا هو اسم حمير الحقيقي على حد زعمهم منازلهم كانت جنوب مواطن السبئيين وفي الأقسام الغربية المطلة على السواحل في اليمن حتى باب المندب.
المشكلة التي تواجه الباحثين في تحديد طبيعة المملكة القتبانية هو أن أغلب
الكتابات والنقوش غير مؤرخة عكس أبنائهم الحميريين أو أنها مؤرخة بطرق لم
يستطع الباحثين فهمها. إستطاعت قتبان في القرن الرابع ق.م من الاستقلال عن
السبئيين وهزموا ملك سبأ "يثع أمر وتر الثالث" وسيطروا على طريق البخور وأصبحوا القوة الأكثر نفوذا بين الممالك الأربعة
وكتابات قتبان عن القوانين أكثر بالقياس من تلك السبئية والحضرمية وقد
وردت نصوص تتحدث عن أعمال تمهيد لطرق في الجبال منها نص يتحدث عن مشاركة كل ولد عم أي كل أبناء الإله عم ودهس (يافع) و"هكحد" وأردف هذه الأسماء بجملة وكل يمن وشامن أي كل الجنوب والشمال ساهموا في إنجاز هذا المشروع وكان المهندس المشرف على هذا العمل رجل قتباني يدعى " أوس بن يصرع " وكان هدف هذه المشاريع التي أستعمل فيها الأسفلت هو تمهيد الطريق للجنود ومراقبة حدود قتبان مع سبأ إذ خشي القتبانيون أن يستغل السبئيين وعورة الجبال فيهاجموهم
وغيرها من الأعمال والقوانين التي سنها القتبانيون خلال فترة نفوذهم على
الممالك الأخرى التي تعكس وجود فن هندسي متقدم عند العرب الجنوبيين إلا أن المملكة بدأت تضعف في بدايات القرن الأول قبل الميلاد وتحالفت حضرموت وسبأ ضدها ووجدت كتل ضخمة من الرماد في عاصمتها تمنع
مما يشير إلى عملية إحراق كبيرة للمدينة. وتقاسمت سبأ وحضرموت أراضي قتبان
بينهم مناصفة ولم يعيروا بالا للحميريين الذي كانوا أول من أسقطهم جملة
واحدة وأنتقموا " لآبائهم " من هذا الهجوم
العصر الذهبي لمَعْيَّن (1300 ق.م - 100 ق.م)
مملكة مَعْيَّن هي أقدم الممالك العربية في شبه الجزيرة العربية كلها لم يعرف عنها المؤرخون والنسابة بعد الإسلام شيئا يذكر إلا أنها ذكرت في كتابات اليونان وذكر سترابو أن اسم عاصمتهم "قرنا" (قرناو) وأن الحضارم يحدونهم من الشرق والسبئيين والقتبانيين من الجنوب وهي كلها تشير إلى محافظة الجوف حاليا وقد وصف سترابو هذه الممالك بالبلدان وأن عليها ملكا وبها معابد وبيوت تشبه تلك عند المصريين وجاء في كتابة بالجيزة تعود لأيام بطليموس الثاني عن وجود معيني في تلك المنطقة وكان وجوداً تجارياً إذ كانوا يزودون المعابد المصرية بالبخور إكتشف المسشرق جوزيف هاليفي كتابات كثيرة تتجاوز الألفين كتابة من تجوله كيهودي متسول في عاصمتهم القديمة "قرناو" وقد عثر على كتابات للمعينين في منطقة الجوف السعودية (ليست محافظة الجوف اليمنية) وكتابات في الجيزة ويعتقد عدد من الباحثين أنهم المقصودين بلفظة "معينيم" في التوراة
وليس هناك اتفاق بين الباحثين حول منشئها وسقوطها فباحثي المدرسة
الألمانية القديمة يرون أنهم أصبحوا بدواً وأعراباً في القرن الأول ق.م
الميلاد مستشهدين بنصوص سبئية تشير إلى إنتصارات عليهم إلا أن كتابات
اليونان في القرن الثاني للميلاد والتي تشير إلى المعينيين بأنهم "شعب
عظيم" تعارض ذلك وتظهر أنهم بقوا على الحضارة فترة طويلة يُعتقد أن أول ملك لمعين هو "إيل فع يثع " خلفه ملك هو "أبو كرب يشع" وعثر على اسمه في العلا في كتابة دونها رجل يدعى "أوس بن حيو" وكان أوس هذا كبير المنطقة حينها وورود هذه الأسماء في منطقتي الجوف والعلا وفي توقيت واحد هي السبب وراء إيمان الباحثين أن مملكة ديدان والحجر كانت تابعة لملوك مملكة معين
وهذه ال"يثع" و"يشع" و"وتر" التي تعقب أسماء الملوك العرب الجنوبيين هي
ألقاب حقيقة وليست جزء ا من أسماء ولادتهم فكلمة "وتر" تعني "المتكبر" أو
"المتعالي" وكلمة "يثع" تعني المنقذ وكلمة "بين" تعني الظاهر ويقول جواد علي أن مملكة لحيان كانت مملكة تابعة لمعين وإستقلت عقب ضعفهم في اليمن كان ملوك معين يعينون حكاما على المناطق الخاضعة لهم خارج اليمن ويسمونهم كبراء واكتشف عدد من أسماء هولاء " الكبراء " في منطقة العلا مهمتهم توفير الأمن للقوافل وجمع الضرائب والأتاوات وكان أكبر آلهتهم الإله ود بعد الإله عثتر إلا أنه بقضاء السبئيين عليها إستقلت العلا في القرن الأول ق.م على رأي بعض الباحثين
0 comments:
Post a Comment