Skip to main content

حضارات اليمن : إنشاء الممالك / مملكة سبأ

تمثال "يصدقئيل فرع" أحد ملوك مملكة أوسان (الأوس) وهو من التماثيل والآثار القليلة لتلك المملكة في بدايات القرن السابع قبل الميلاد غير المكاربة ألقابهم من "مكرب سبأ" أو "مكرب حضرموت " إلى ملك سبأ أو ملك حضرموت وكان المكرب السبئي كرب إيل وتر أول من قام بذلك  يعتقد أن ملك مملكة أوسان بدأ بالهجوم وإستطاع السيطرة على ممالك صغيرة تابعة لمملكة حضرموت وقتبان. توجه كرب إيل وتر إلى المناطق الساحلية الجنوبية الغربية لليمن للسيطرة على الممالك التي إستولت عليها أوسان متجنبا صداما مباشرا مع الملك. وإستطاع إخضاع هذه الممالك وبلغ عدد القتلى 3000 وأسر 8000، عندها تحالفت حضرموت وقتبان مع سبأ ضد مملكة أوسان وإستطاع هذا التحالف قمع مملكة أوسان ومنعها من أي محاولة للاستفراد بالطريق التجارية وخضعت أوسان وأراضيها لسبأ دون حضرموت وقتبان  وترجمة أوسان أو "أوسن" كما وردت في نصوص المسند هي الأوس لإن النون في آخر الأعلام هي أداة التعريف بلغة العرب الجنوبيين القديمة  في هذا العصر هيمن السبئيون على جنوب الجزيرة العربية وكانت حضرموت وقتبان ومعين تابعة لهم ولكن ليس بالكلية، فقد أبقت هذه الممالك على استقلالها وحكمها الذاتي إلا أن تأثيرا وهيمنة سبئية واضحة تظهر. وكانت سبأ قد بلغت أوجها حتى أواخر القرن الثاني أو بدايات الأول ق.م إثر إنقلاب قبيلة همدان على الأسرة السبئية الحاكمة ودخول البلاد حرباً أهلية بين مملكة سبأ ومملكة حمير 
كان كربئيل وتر ملكا محاربا وقاسيا دأب على إحراق كل من يبدو فيه تهديدا لسلطة سبأ وكبدت حملاته العسكرية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والزرع وإن قام بأعمال إصلاحية مدونة في النقوش. دون هذا الملك كتابة طويلة يحكي فيها إنجازاته متفاخرا عرفت الكتابة عند المتشرقين باسم "كتابة صرواح" إستبق فيها الملك إنجازاته كاتبا  :
   
تاريخ اليمن القديم
هذا ما أمر بتسطيره كربئيل وتر بن ذمار علي مكرب سبأ عندما صار ملكًا، وذلك لإلهه المقه ولشعبه شعب سبأ
   
تاريخ اليمن القديم
ورد في النص شكر كربئيل للإلهة أن منحته وشعبه أرضاً طيبة وأن مكنته من توحيد شعب سبأ دون تفرقة وتمييز وعلى مساعدته إيصال المياه إلى المرتفعات الجبلية. ثم إبتدأ الحديث عن وقائعه ويبدأ كل جملة بعبارة "ويوم" وتمكن الملك من توحيد البلاد وأبقى على مملكة حضرموت ومملكة قتبان زاعماً أن إلهه أمره برد أراضيهما إلى الإلهين سين وعم أكبر آلهة القتبانيين والحضارم  إلا أنه هدم أسوار المدن التي لم يسجلها باسم سبأ ومرد ذلك خشيته أن تكون محطة انطلاق لثورات أو تمرد ضده 


بقايا معبد المقه في صرواح عاصمة السبئيين الدينية
تولى ابن كرب إيل وتر الحكم وأبنائه من بعده وهيمنت سبأ على جنوب الجزيرة العربية وبقي الملك في سلالة هذا الملك أمداً طويلاً من القرن السابع ق.م وحتى القرن الثالث ق.م إثر إنقلاب قام به الملك وهبئيل يحز  ووردت عدة نصوص في نفس الفترة عن تأديب قوات من حاشد لبدو تطاولوا على أربابهم ملوك سبأ كما يُقرأ من النص وتم استرداد أموال سلبها هولاء البدو وأُخذوا إلى معبد المقه بمأرب لينظر المعبد مصيرهم 
وشهد القرن السابع والسادس بالإضافة إلى الحروب والتحالفات،إصلاحات وتشييد لأبراج وقلاع وحصون وتحسين نظام الري وبناء عدد من السدود وإيصالها ببعضها البعض. فسد مأرب هو عبارة عن عدد كبير من السدود الصغيرة المتصلة ببعضها البعض من أرحب إلى أبين وأستخدمت الأحجار الكريمة مثل البلق لبناء الأبراج (محفد) في تلك الفترة وكانت الحصون مبنية بطريقة تسمح للجنود بالإختفاء عن أنظار العدو مع وجود ثقوب تمكنهم من إقتناص أعدائهم دون الحاجة إلى الخروج ووجد هذا النوع من الحصون في حضرموت مثل "حصن عر" القديم والتي لا زالت آثاره وبقاياه موجودة إلى اليوم. وكان الحضارم متفوقين في بناء السفن والموانئ وهو مالم يظهر عند السبئيين الذين كانوا يسيطرون على الطريق التجارية البرية  أما مملكة معين، فليس من المعروف ما إذا كانت هي من يسيطر على حضرموت أم العكس إلا أن العلاقة بين الإثنين كانت أقوى من علاقتهما بسبأ ويظهر من النصوص القديمة أنهم كانوا يتحدثون بلهجة متقاربة كذلك أقرب من لهجة سبأ  وأستطاعوا في مرحلة ما يعتقد أنها في القرن الرابع قبل الميلاد من إخضاع حضرموت والاستقلال عن سبأ والسيطرة على طريق البخور وإقامة ممالك تابعة على طول الطريق أهمها مملكة ديدان ويعتقد أن يثرب المذكورة في النصوص المعينية كانت محطة تابعة لهم فقد أتبع اليمانيون سياسة مشابهة مع الممالك الصغيرة في الصحراء العربية. فكانوا يمولون ممالك تابعة لهم لحماية الطريق التجارية من غزوات الأعراب على القوافل. فكانت مملكة كندة القديمة التي تعاقب على دعمها أكثر من ملك في صنعاء ومأرب من يوفر الأمان للقوافل التجارية الخارجة من اليمن إلى العراق وفارس وكانت مملكة ديدان تقوم بنفس الوظيفة ولكن للقوافل المتجهة نحو الشام ومصر ودول البحر الأبيض المتوسط وغيرها من الممالك المنتشرة على طول الطريق التجارية لم تكن علاقة هذه الممالك في الصحراء جيدة دائما مع ممالك اليمن، فتظهر عدد من النصوص عن استغلال سلطتهم على الأعراب لشن هجمات على قوافل خارجة من اليمن أو عائدة إليه على حسب الظروف والمصالح 

Comments

Popular posts from this blog

الغاء الجاذبية عند بناء الاهرامات

النظريات السابقة والآراء المختلفة عن أسلوب بناء الأ هرامات بـعـد أيـام قـليلة فـقـط مـن إرسـالي رسـالـة لجـريـدة الأهـرام أعلنها فيها اكتشافي للسر الهندسي الحقيقي لبناء الهـرم الأكبـر .. وطلبي مساعدة مؤسسة الأهرام لإعـلان هذا الاكتشاف البالغ الأهمية للعـالم كلـه .. وفي صباح يوم  السبت  18  يوليو  1998 م  .. إذ بي أفاجأ بحملة صحفية قادتها مؤسسة الأهرام للتغطية على كشفي الهام لأسباب لا يعلمها إلا اللـه .. وبدأت الحملة بنشـر الخبر التالي في  الصفحة الاولى  من جريدة الاهرام .. يقول الخبر بالحرف الواحد : ( الفراعنة ألغوا الجاذبية عند رفع أحجار الأهرامات ) ( أكد فريق من علماء هندسة العمارة وعلم المصريات أن الفراعنة تمكنوا من إلغاء الجاذبية الأرضية عند رفع الأحجار التي استخدمت في بناء الأهرامات وتحريكها لمسافات طويلة وذلك عن طريق توجيه ذبذبات صوتية خاصة وشحنات كهروستاتيكية لتسهيل عملية رفعها . صورة المقـال وصرح الدكتور أستاذ هندسة العمارة بالجامعة وخبير علم المصريات للمحرر العلمي بأن هذا التفسير لطريقة بناء الاهرامات جاء من خلال برديتين .. ...

Sex in Ancient Egyptian:

Top of Form Egyptians believed that radishes were aphrodisiacs. Lettuce has been described a the Viagra of the Egyptian era. The sexual genitalia of animals was believed to promote youth and sexual vigor. Body paste and facial creams were made of calf penises and vulva's.

حضارة اليمن : ذو نواس الحميري ومحرقة المسيحيين

رسم تخيلي لذو نواس بريشة اليهودي بين إبراهامسن كانت اليمن في أيام الحميريين تجمع الكثير من الديانات منهم من بقي على الوثنية وكان للمسيحيين وجود وكانوا ملوكا على حمير بلإضافة لوجود يهودي قوي فاليهود إن لم يكونوا ملوكا فإن بعض الأشراف وأقيال القبائل كان يهوديا بلا شك. وردت نصوص مثل :"برك وتبرك سم رحمن ذو سمين ويسرائيل وإلهمو رب يهود ذي حرض بدهمو شهرم" وترجمة النص :" تبارك اسم رحمن صاحب السماء إله إسرائيل رب يهود الذي ساعد عبده شهر"  وورد نص يشير إلى استقلال القبائل نماء روح العصبية والتحزب القبلي التي لاتعرف مصلحة سوى مصلحة القبيلة. فورد عن حروب بين كندة ومذحج وأرحب و"ثعلبن" (وقد تكون ثعلبن هذه هي المقصود بها دوس ثعلبان الواردة في كتب الإخباريين  ) ومضر  في عهد ملك يدعى "معد يكرب يعفر"  يرجع الباحثون تاريخ النص المسندي إلى سنة 516 للميلاد  ذكر أهل الأخبار أن ملكا يدعى "لخيعة ينوف ذو شناتر" كان قبل ذو نواس ولم تكتشف كتابة بخط المسند تشير إلى ذلك ولا إلى "ذو نواس" بهذا الاسم. فقد ورد اسمه بصيغة ...